هل تريد أن تصبح متداول محترف
يوجه لي الكثيرون الأسئلة عن كيفية كسب الاموال من خلال التداول. في الحقيقة لا يقتصر دخلي على التداول فحسب، أو ليس في كل الأوقات على الأقل. أعتقد أن أحد أسباب فشل الناس، هو أنهم يستثمرون كل ما لديهم من الوقت والموارد والأموال في نشاط واحد. سواء كان التداول أو أي شيئ آخر
هناك قول مأثور قديم يقول – لا تضع كل البيض في سلة واحدة -. كما أنه لا يجب عليك أن تضع كل رصيدك في مشروع واحد، وأيضا لا يجب أن تضع كل أموالك في التداول فقط فحينها سينتهي بك المطاف بالوقوع تحت ضغط هائل عادةً ما ينتج عن التداول وستتغلّب عواطفك على الاستراتيجية التي تعتنقها
قد ترجّح عدم نجاحك في التداول لافتقارك لاستراتيجية ناجحة أو دراسة متعمقة. ولكن كن على يقين بأنه ليس هناك من استراتيجية قادرة على جعلك مليونيرا بين عشية وضحاها. فلو كان هناك هكذا استراتيجية بالفعل لكان وارين بوفيت قد عاد إلى دياره منذ وقت طويل. ولكنه لا يزال يعمل في عدة مشاريع لذا لا وجود لاستراتيجية مجدية بالقدر المذكور، في وقت لا يزال العديد من المتداولين يحاولوا جاهدين لتحسين أدائهم إلّا أنهم يقعون في نفس الأخطاء ويجدون أنفسهم تحت ضغوط هائلة
:سأذكّر هنا ببعض الأخطاء المتكررة و التي يقع بها العديد من المتداولين عندما يستثمرون أكثر مما يستطيعون تحمله
أولاً- سأبدأ بمفهوم الخسارة
هناك عامل شائع جدا يلقي الكثير من الضغط على المتداولين وهو استخدام أموال لا يستطيعون خسارتها في تداولاتهم. بالطبع قد تكون سمعت قصصا عن أناس مارسوا التداول مستخدمين أموال اقترضوها أو أموال كانوا قد خصصوها لمشتريات هامة تلزمهم وانتهى بهم الأمر بعواقب مأساوية. يجب أن يكون القرض الخيار الاخير لتمويل حساب التداول. أما استخدام الأموال المخصصة لأساسيات معيشية ستجعل العاطفة حتما هي المؤثر الرئيسي على قرارات التداول والخسارة قد تعني ورطة كبيرة
إذا كنت لا تستطيع تحمل فقدانك لأي من الأموال التي جنيتها من تعبك على التداول أقترح عليك البقاء بعيدا عن التداول الفعلي في الوقت الراهن. يمكنك استخدام الدخل الاضافي والمال الذي يمكن أن تتحمل خسارته في التداول فقط. وحتى يحين ذلك الوقت – يمكنك التداول على حساب تجريبي واكتساب خبرة جيدة
ثانياً- السير في اتجاه واحد للنجاح
أحيانا الرغبة في النجاح يمكن أن تكون حالة حياة أو موت. وهذا صحيح في نواحي كثيرة من الحياة كما هو الحال في التداول. لننظر الى مثال حقيقي في الحياة لصاحب شركة صغيرة يدعى بول. بول بالغ من العمر 60 سنة ولديه مصنع صغير لصناعة النسيج قد افتتحه عن طريق توفيره للأموال التي اكتسبها من تعبه على مر السنين. على الرغم من أنه مبتعد ببضع سنين فقط عن سن التقاعد الا أنه قرر أنها ستكون فكرة جيدة أن يستخدم مدخراته لفتح هذا المصنع على أمل بأن تعود عليه بعض الأرباح في السنوات القليلة المقبلة. ولكن كلما مرت الشهور يبدأ بول بالشعور بضغط متزايد بسبب فشله في جني الأرباح البسيطة لتحقيق مستوى التعادل على الأقل. السبب الرئيسي لشعوره بالضغط هو لأنه استثمر جميع مدخراته في هذا العمل وإمكانية الفشل بالنسبة له تعني الإفلاس
نفس المشكلة يعاني منها بعض المتداولين في السوق، إذ بإقناع أنفسهم باستمرار أن الربح من خلال التداول هو الطريق الوحيد لتأمين المدخول، يعرّضون أنفسهم للضغوط خلال التداول. أحد أسباب نجاح المتداولين هو قدرتهم على تجنب تلك الضغوط. لذا على المتداولين أن يوفّروا ما يكفي من الأموال الفائضة التي يمكنهم استخدامها للتداول، دون أن تؤثر أي خسائر قد يكابدوها على مستوى معيشتهم
من المهم جدا أن يجرّد المتداولين أنفسهم من العواطف المصاحبة لمخاطر رأس المال منذ اليوم الأول. وهذا يمكن تحقيقه فقط عن طريق تخصيص مبلغ من المال لأغراض التداول فقط، وليس استخدام الأموال المخصصة لدفع الفواتير، أوالرهون العقارية، أو حتى مدخرات للمستقبل. أيضا يحتاجون لخطة احتياطية لكسب المال وتغطية النفقات الخاصة بهم أو بعائلتهم. أنا أعلم أن ذلك يبدو صعباً، لأن التداول عادة ما يجذب الناس الذين لا يملكون موارد مالية متاحة أمامهم للتداول. لذا احرص على أن تكون قادرا على تحمل خسارة رأس مالك، وبذلك فقط يمكنك حماية نفسك من الضغط النفسي لتتمكن من تحقيق الأرباح
ثالثاً- ترك الخسائر تتراكم
هل قابلت أي شخص يستمر في وضع كميات كبيرة من المال في مؤسسة أو استثمار خاسر؟ وليس على استعداد لأن يخسر استثماره الأولي، ويواصل ضخ المزيد من المال حتى بعد مكاتبدته لخسائر متعددة. يمكن أيضا لحساب التداوال أن يتسبب بخسائر مماثلة نتيجة سوء إدارة الأموال
لقد رأيت بعض المتداولين بدأوا بحسابات تداول صغيرة وكانوا يتوقعون بأن تنمو حساباتهم بسرعة لذا تعرّضوا لضغوط نفسية جراء إما الإفراط في التداول أو المخاطرة المفرطة أو الاثنين معا وهو الأسوأ. لا تفهم كلامي بطريقة خاطئة، فمن الطبيعي للمتداول أن يبحث عن سبل لزيادة أرباح حسابه الصغير. ولكن المشكلة تظهر عندما يضع فترات زمنية قصيرة غير منطقية لتضخيم حسابه الصغير
أن تضع لنفسك أهدافا غير واقعية مثل أن تصل الى ثلاثة أضعاف قيمة حسابك في غضون شهرين أو التخطيط لتقديم استقالتك من العمل للتداول على الدوام وجني الأرباح بطريقة سريعة هو أمر خطير. هناك طريقتان قد تفكّر بهما
اذا بدأت بحساب تداول صغير، فإنه من المهم أن تتخذ صفقات صغيرة الحجم وسينمو الحساب ببطء. وتقول في نفسك: إذا اتخذتُ صفقات كبيرة قد أمحو حسابي وبدلا من حيازة الحساب الصغير أمسي بلا شيئ
أو: على الرغم من أن الحساب صغير، كل ما أحتاجه هو تحقيق بضعة انتصارات كبيرة من التداول وتحقيق الأرباح الى أن أحصل على ثلاثة أضعاف تلك الأموال التي استثمرتها وبعد ذلك سارتاح واتبع استراتيجية تداول مناسبة
الكثيرون من أصحاب الحسابات صغيرة غالبا ما ينجذبون لتحقيق عوائد مذهلة. من الصعب جدا مقاومة إغراء كسب المال بسرعة. في كل سنوات التي أمضيتها في عملي كمتداول ومدرب، تعلمت أنه يجب اعتناق استراتيجية تحقق مكاسب صغيرة بشكل مستمر
إذا بدأت مع حساب تداول صغير يجب أن تفهم بأن النجاح يأتي ببطء. على الرغم من ان الامر قد يستغرق بعض الوقت الا أن التداول بإعتدال يتيح لك الفرصة للممارسة واكتساب الخبرة. الخيار الآخر هو أن تلقي بنفسك في جنون التداول غير المنضبط، بهدف الثراء السريع ولكن سينتهي الحال بك خاسراً
رابعاً- التسلح بالخبرة والمعرفة لا يقدر بثمن
التداول بحساب فعلي دون التحلّي بالمعرفة أو الخبرة المناسبة يعرّض المتداول لضغوط حادّة. تخيل أنه عليك إنقاذ حياة شخص ما عن طريق انعاشه بدون تدريب، سيكون الضغط عليك هائل. لذا نستنتج في النهاية أن الأشخاص المدربين تدريبا جيدا يتمتعون بالثقة والانضباط بما فيه الكفاية للتركيز بوضوح وبهدوء على المهمة التي يقومون بها
قد تبدو المقارنة غير منطقية، ولكن بعض الناس يخاطرون كثيرا ويعرّضون أنفسهم لمثل هذا الضغط الهائل للنجاح في تداولاتهم. مع التعليم الصحيح والتفكيرالمنضبط يمكن أن تصبح متداولا ناجحا وتتجنب إمكانية التعرّض لضغوطات كبيرة
كن أحد المشاركين المتميزين في السوق المدربين تدريبا جيدا، ذوي خبرة تمكّنهم من التعامل مع صفقاتهم بهدوء وبعيدا عن العاطفة