هل تترقب الأسواق اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين؟ وهل هذا ما تحتاجه لتعود الى الارتفاع؟
نشرت يوم 2019/01/08 في تمام الساعة 18:14 بتوقيت غرينتشالمميز بهذه المحادثات عن سابقتها أنها تحصل على مستوى رفيع بين الوزراء المعنيين مباشرةً باشارة الى أن شيئ ايجابي سينتج عن هذا الاجتماع. عادةً يسبق هذه المحادثات اتصالات عديدة واجتماعات سرية لاستعراض مطالب الطرفين يوتمّ نوع من الاتفاق المبدئي على الأمور الأساسية فيكون الغرض من هذه المحادثات هو وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
من المستبعد أن ينتج عن هذه المحادثات حل جذري للنزاعات التجارية فمن الواضح أن الولايات المتحدة والصين دخلا في حرب تكنولوجيا طويلة الأمد، لكن خطوات ايجابية باتجاه ايقاف الصدام المباشر ووضع ضوبط تنظم العلاقات سيكون له تأثير ايجابي على الأسواق وسيحسّن شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
لا يجب أن ننسى أن المخاوف من حرب تجارية كانت هي السبب الأساسي الذي عصف بالأسواق بالاضافة الى رفع معدلات الفائدة السريع الذي أدّى بدوره الى ارتفاع عوائد السندات فشكلت لأول مرة بعد سنوات عديدة خيار استثماري بديل للأسهم. وبالتالي تهدئة في ملف التجارة والتوصّل اتفاق يرضي الطرفين سيكون له تأثير ايجابي على الأسواق هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، اشارة جيروم باول في تصريحاته الأخيرة أن الفدرالي سيعتمد سياسة نقدية لينة تتماشى مع التغيرات الاقتصادية يدل على امكانية التريّث برفع معدلات الفائدة في العام الحالي، وهذا الأمر بدوره قد يؤدي الى عودة الاستثمارات الى سوق الأسهم والحدّ من النزيف الذي عانت منه الأسواق في الأسابيع الأخيرة.
لكن عموماً لا أتوقع أن تعود الأسواق للارتفاع بنفس الوتيرة التي شهدناها في الأعوام الماضية. فكانت الأسواق قد استفادت من التخفيضات الضرييبية ومن خطط ترامب التحفيزية وأصبحت تحتاج حالياً لدافع جديد ولا أرى أي دافع صراحةً على العكس هناك تحديات جديدة تواجه الشركات فكلفة الدين ارتفعت مع ارتفاع معدلات الفائدة ومعدلات النمو استقرت وبالتالي هناك متغيرات واضحة بالكريديت سبريد ومتغيرات في منحنى العائد تشير الى الحذر وبالتالي هي الى الناحية الهبوطية أكثر من الناحية الايجابية للعام الحالي.