ملخص سوق العملات
نشرت يوم 2019/02/27 في تمام الساعة 09:47 بتوقيت غرينتشالجنيه الاسترليني يحتفل بالتأخير المحتمل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. الدولار الأمريكي يتراجع
- الجنيه الإسترليني يرتفع بعدما أشارت رئيسة الوزراء البريطانية إلى احتمال تأخير خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي
- الدولار يتراجع بعدما بدا باول حذراً في القضايا الداخلية أيضا
- ستُنشر اليوم بيانات التضخم الكندية، وتبقى تحركات أسعار النفط حاسمة أيضا بالنسبة لتحركات العملة الكندية
الجنيه الإسترليني يرتفع بشكل حاد بعدما أشارت ماي ضمنيًا إلى تأجيل الموعد النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
كان الباوند البريطاني هو صاحب الأداء الأقوى يوم الثلاثاء، فقد ارتفع أمام جميع العملات الأخرى وسجّل أعلى مستوياته في 5 أشهر أمام الدولار الأمريكي بعد أن تراجعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعض الشيئ عن التزامها بموقفها حيال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما فتح الباب أمام تأجيل الموعد النهائي للخروج. وتعهدت بأن البرلمان سيصوت قريباً على ما إذا كان يدعم امكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، وإذا أبدى المشرعون معارضتهم لمثل هذا الإجراء، فيستطيعون التصويت مرة أخرى لطلب تمديد المادة 50 وتأخير عملية الخروج.
اعتُبر هذا التحول في موقف ماي على أنه يقلّص امكانية الخروج دون اتفاق، نظراً لأن البرلمان قد أوضح أنه لن يوقع على مثل هذا الإجراء، مما حدّ بدوره من المخاطر السلبية المحيطة بالباوند بشكل فعال. جاء هذا التحوّل، في وقت بدأ فيه زعيم المعارضة – جيريمي كوربين – يرمي بثقل حزبه خلف الاستفتاء الثاني، وهو على الأرجح السيناريو الأفضل بالنسبة للجنيه الاسترليني.
وبالتالي، فقد بدأت الصورة الفنّية للجنيه الإسترليني تتحسّن، على الرغم من أنه حتى الآن، لا يمكننا أن نعتبر أنها باتت صاعدة بشكل واضح. وكما أشارت ماي بنفسها يوم أمس، فإن مثل هذا التأجيل يمكّن أن يُنفّذ مرة واحدة فقط، لأن أي تأجيل ثاني سيفرض على المملكة المتحدة مشاركة في الانتخابات الأوروبية المقبلة. لذا، يمكن أن نواجه نفس المأزق بالضبط في غضون بضعة أشهر، مما يعني أن الكثير من التحولات والانعطافات تبقى واردة على الأرجح قبل أن تتضح صورة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبالتالي يتمكّن الجنيه من سلوك مسار صاعد مستدام.
الدولار يتراجع بعدما سلّط باول الضوء على الركود في سوق العمل، وأكّد على التريّث
تراجعت العملة الأمريكية يوم أمس على عكس عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بعدما التزم رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول – في شهادته أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب – النبرة الحذرة نسبياً التي تبناها مؤخرًا. وبالإضافة إلى التأكيد على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على الأرجح سيساته دون تغيير لفترة من الوقت وسط تفاقم المخاطر العالمية، فقد أمضى باول الكثير من الوقت في مناقشة الركود في سوق العمل. وأشار إلى أن الارتفاع المستمر في معدل المشاركة في قوة العمل أمر مثير للدهشة، لا سيما أنه يتعارض مع العوامل الديموغرافية الطويلة الأجل. وهذا يعني أن سوق العمل ربما لا تزال قادرة على خلق المزيد من الوظائف دون ارتفاع التضخم، الأمر الذي يقلل من الحاجة إلى رفع الفائدة مجدداً.
استنتج المتداولون أن باول يرى أن لا ضرورة لرفع الفائدة لأسباب دولية ومحلية، فارتفع الاحتمال الضمني لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة بحلول ديسمبر ليتجاوز نسبة 20٪. في حين كانت الرسالة صاخبة وواضحة لسوقي العملات والسندات، الّا أنها حملت تأثير أقل على الأسهم الأمريكية، فتراجع مؤشر S&P 500 ليغلق تداولات الأمس منخفضًا بشكل طفيف – حيث بدا أنه غير قادر على التخلص من الشكوك التجارية.
وسيشهد باول اليوم أيضاً، هذه المرة أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب (الساعة 17:00 بتوقيت جرينتش). وبما أن تصريحاته الافتتاحية ستكون مطابقة لتصريحات الأمس، فمن المحتمل أن يركز المشاركون في الأسواق على جلسة الأسئلة والأجوبة مع المشرعين، والتي ستلي الشهادة، للحصول على المزيد من التبصّر حول احتمالية رفع أسعار الفائدة، أو تخفيضه.
اليوم سيتمّ نشر أرقام التضخم الكندية ومخزونات النفط الأسبوعية
أبرز ما سيتضمّن جدول البيانات الاقتصادية لليوم ستكون مؤشرات أسعار المستهلك لشهر يناير في كندا. من المتوقع أن تُظهر البيانات تراجع التضخم الرئيسي، على الرغم من أن ذلك قد يكون ناتجاً بشكل رئيسي عن التراجع في أسعار الطاقة. وإذا ما وضعنا البيانات جانباً، فمن المحتمل أن يكون أداء أسعار النفط هو المحفز الأكبر لتحركات الدولار الكندي. نشير الى أن العلاقة بين العملة الكندية وتحركات أسعار النفط الخام قد عادت لتنشط بشكل واضح في الأشهر الأخيرة، بعد أن ظلت خامدة لمعظم عام 2018.
في هذا الصدد، لا تزال أسعار النفط تترنح بسبب الهجوم الشفهي الأخير الذي شنّه الرئيس ترامب ضد أوبك، وقد تكون بيانات ادارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوعية التي ستُنشر اليوم عند الساعة 15:30 بتوقيت جرينتش هي النقطة المحورية التالية.