ملخص سوق العملات

ملخص سوق العملات

نشرت يوم ‏2019/01/16 في تمام الساعة 09:47 بتوقيت غرينتش

تلقت ماي هزيمة مدوية في التصويت على اتفاق البريكزيت، فهل يمكن أن تنجو من التصويت بطرح الثقة؟

 

  • الجنيه الإسترليني يتعافى رغم خسارة ماي المدوية. سيصوت البرلمان اليوم على سحب الثقة من الحكومة
  • اليورو ينخفض نتيجة غدوّ رئيس المركزي الأوروبي دراجي أكثر حذراً
  • تبقى الرغبة في المخاطرة قوية. مؤشر الإسكان NAHB اليوم قد يكون حاسماً

 

الجنيه الإسترليني يرتفع رغم خسارة ماي المدوية. وحتى رغم قرار التصويت على سحب الثقة من الحكومة

صوّت المشرعون البريطانيون بأغلبية ساحقة ضد اتفاق البريكزيت الذي أبرمته ماي، فقد رفضه 432 منهم في حين صوّت 202 فقط لصالحه، وهو هامش هزيمة أوسع بكثير مما كان متوقعاً. كانت الخسارة مدوية لدرجة أنها قادت حزب العمال المعارض إلى تقديم اقتراح بسحب الثقة من الحكومة فوراً. سيُجرى التصويت على سحب الثقة اليوم عند الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش، وإذا سُحبت الثقة من حكومة المملكة المتحدة، فسوف تتوجه البلاد إلى انتخابات مبكرة. والّا سيكون أمام الحكومة حتى يوم الإثنين لتقديم خطة بديلة إلى البرلمان.

أما بالنسبة للجنيه، على الرغم من أنه كان تحت الضغط قبل التصويت، الّأ أنه ارتدّ بشكل مذهل بعد ذلك، حيث ارتفع بما يقارب 2 سنت أمام الدولار ليغلق الجلسة عملياً بالقرب من سعر الافتتاح. يشير بعض الخبراء إلى أن ذلك كان رد فعل “شراء الحقيقة”، ربما مدفوع بالتفاؤل بأن ماي قد تنجو من تصويت حجب الثقة اليوم. قد يكون ذلك صحيحًا، ولكن قد يكون أيضًا أن الأسواق تتفق مع حقيقة أن الأغلبية الوحيدة الموجودة في البرلمان هي ضد الخروج بلا اتفاق، مما يضعف أكبر “المخاطر” على عملة المملكة المتحدة.

اليوم، سوف يأخذ الجنيه الاسترليني إشاراته من كيفية التصويت على حجب الثقة. وبالنظر إلى أن الحزب الاتحادي الديمقراطي قد أعلن بالفعل أنه سيدعم الحكومة، فإن السؤال الأهم الآن هو: هل ستتمكن ماي من حشد كل قواتها خلفها من أجل قيادة أغلبية في مجلس العموم؟ احتمال احتفاظ رئيسة الوزراء بمركزها – والذي يبدو السيناريو الأكثر احتمالاً – يمكن أن يساعد الجنيه على التقدم بعض الشيء، في حين أن عدم اليقين الذي قد تنشأه الانتخابات المبكرة قد يضر بالعملة في البداية.

 

موقف دراجي الحذر يسقط اليورو، ويمهد لتحول أكثر حذراً الأسبوع المقبل

كان اليورو ضعيف امام نظرائه الرئيسيين يوم الثلاثاء، باستثاء الفرنك السويسري. وقد كانت التعليقات الحذرة لرئيس البنك المركزي الأوروبي دراجي، الذي تحدث أمام البرلمان الأوروبي وقال إن التطورات الاقتصادية الأخيرة كانت أضعف مما كان متوقعًا، المحفز لهذا الضعف.

في الواقع، يشير التدهور المستمر في بيانات الكتلة إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يتبنى نبرة أكثر حذراً عندما يجتمع الأسبوع المقبل، وربما يخفض تقييمه لمخاطر النمو “المائلة إلى الجانب السلبي” – كما اعتبر في الاجتماع الأخير. إذا بدا البنك حذراً بهذا الشكل، فذلك سيعني أن أي مكاسب لليورو على المدى القريب قد تبقى محدودة نسبياً. مع ذلك، وبما أن السوق يسعّر غدوّ الاحتياطي الفيدرالي حذر أيضًا، من المستبعد أن ينخفض اليورو أمام الدولار بشكل حاد – مما يعني ضمناً أن الزوج يمكن أن يبقى عالق ضمن نطاق محدود لفترة من الوقت.

 

أغلقت مؤشر ستاندرد آند بور 500 فوق مستوى 2600 الرئيسي مستفيداً من بقاء الرغبة في المخاطرة قوية

بقيت شهية المخاطرة لدى المشاركين في السوق مرتفعة يوم الثلاثاء، وسجلت أسواق الأسهم الأمريكية مكاسب ملحوظة في حين انخفضت أصول الملاذ الآمن مثل الين الياباني. كانت المعنويات مدعومة بالآمال لجرعة أخرى من التحفيز المالي الصيني، في حين أن ارتفاع أسهم شركة Netflix (+ 6.52٪) بعد أن أعلنت عن خطط لرفع رسومها دفعت كذلك أسواق وول ستريت إلى الارتفاع، وخاصة مؤشر ناسداك المركب (1.71٪). من المحتمل أن تكون تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الإقليمي جورج الحذرة، والذي يعتبر عادة أحد أكثر الأعضاء تشدداً في اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة، قد ساعدت بدعم أسواق الأسهم الأمريكية.

وفي الوقت نفسه، أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (+ 1.07٪) فوق مستوى 2600 الرئيسي. نفس المستوى الذي أدى اختراقه السلبي في منتصف شهر ديسمبر إلى سلسلة خسائر مطولة. المؤشر الآن بات قريب من المتوسط ​​المتحرك البسيط لخمسين يوم رغم بقائه دونه. إذا تمكن من الإغلاق فوقه في الجلسات القادمة، فقد تتحول الآفاق الفنية على المدى المتوسط ​​إلى حيادية.

التركيز اليوم سيكون على مؤشر سوق الإسكان NAHB. نذكر أن معظم المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي ترتكز على ضعف قطاع الإسكان، وبالتالي قد يكون مؤشر سوق الإسكان حاسماً بالنسبة للعواطف في السوق.