ملخص سوق العملات

ملخص سوق العملات

نشرت يوم ‏2018/12/19 في تمام الساعة 09:45 بتوقيت غرينتش

من غير المرجح أن يكون الاحتياطي الفيدرالي حذراً بالقدر الذي تسعّره الأسواق

 

  • أبرز حدث اليوم سيكون قرار الاحتياطي الفيدرالي. ويبدو أن الأسواق تتوقع “رفعاً حذر” ، مما يشكل خطرًا صعوديًا على الدولار
  • سيجتمع بنك اليابان أيضًا، بيد أن اجتماعه قد يكون أقل إثارةً
  • من ناحية أخرى، استأنفت أسعار النفط انهيارها

 

قد يعتمد البنك الفيدرالي نغمة أقل حذراً مما تتوقعه الأسواق

سيكون قرار البنك الفيدرالي بشأن السياسة النقدية ( سيُعلن عند الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش) هو الحدث الرئيسي اليوم، وسيلي اعلان القرار مؤتمر صحفي للرئيس باول. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعلن البنك عن رفعه الفائدة بمعدل ربع نقطة، وبافتراض عدم وجود أية مفاجآت، سيتحول اهتمام المتداولين إلى البيان المصاحب، توقعات مسار رفع الفائدة لعام 2019، وتصريحات باول. ويبدو أن الأسواق تتوقع ” رفع حذر”، حيث يرفع الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة اليوم لكن يقلّص توقعاته لمسار الرفع للسنة المقبلة ويعتمد لهجة حذرة.

تسعير السوق تشاؤمي للغاية. فحتى لو رفع الفدرالي الفائدة اليوم، يسعر المستثمرون احتمالية زيادته للمعدلات لمرة واحدة فقط في عام 2019 بنسبة تقلّ عن 30٪، وهو تسعير بعيد جداً عن ما أشار اليه اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي عُقد في سبتمبر عن رفع الفائدة لثلاث مرات في العام المقبل. والأهم من ذلك، أن البيانات الاقتصادية الأمريكية لا تزال جيدة بشكل عام، ولا تدعم هذا التسعير الحذر. لذلك، على الرغم من أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد يقلّص توقعاته لمسار الرفع اليوم، فمن غير المرجح أن يبلغ تعديله الحدّ الذي تسعّره الأسواق حاليا، مما قد يدعم بالتالي الدولار.

فقد تكون المخاطر المحيطة بالدولار غير متماثلة، وتميل إلى الاتجاه الصعودي. وبالنظر إلى تشاؤم السوق، لن يكون التعديل السلبي لتوقعات الرفع مفاجئًا إلى حد كبير، ومن ثم فمن غير المحتمل أن يُنتج رد فعل كبير، مع بقاء أي خسائر محدودة إلى حد ما. بينما إذا بقيت التوقعات دون تغيير أو اعتمد باول نغمة ثقة، فإن ذلك سيكون مفاجئ، وبالتالي يمكن أن يرتفع الدولار الأمريكي. ستتحرك الأسهم عكس الدولار، أي أنها ستنخفض في حال كانت اللجنة أقل حذراً مما يتوقعه المستثمرون، والعكس بالعكس.

 

سيعلن بنك اليابان قراره بشأن السياسة أيضاً بعد بنك الاحتياطي الفيدرالي

رغم أن التركيز سينصبّ بشكل كبير على قرار الاحتياطي الفيدرالي، فإن اجتماع السياسة لبنك اليابان – الذي سيختتم خلال الجلسة الآسيوية يوم الخميس – قد دخل أيضاً حيّز التركيز إلى حد ما، بيد أنه قد لا يبدو مثيراً بشكل ملحوظ. لا تزال صورة التضخم اليابانية ضعيفة وانكمش الاقتصاد في الربع الثالث، لذا فمن غير المتوقع أن يُحدث بنك اليابان أي تغيير في برنامج التحفيز المعتمد.

أما بالنسبة للين، فمن المحتمل ألا يتأثراً كثيرًا مع اعلان المركزي الياباني ببساطة الابقاء على سياسته دون تغيير. وبدلاً من ذلك، قد يواصل الاستجابة للتحولات في معدل الرغبة في المخاطرة على المستوى العالمي نظرًا لوضعه كملاذ آمن. مع ذلك، نشير أنه إذا كان هناك أي تغيير في نبرة البنك المركزي الياباني، فقد يكون ذلك في اتجاه سرد أكثر حذراً.

 

يواصل النفط الهبوط بشكل حاد

بعد فترة هدوء قصيرة في الأسابيع الأخيرة، استعاد البائعون السيطرة واستأنفت أسعار النفط انهيارها نهار الثلاثاء، وكسر كل من خام غرب تكساس الوسيط وبرنت بشكل حاسم مستوياتهما المنخفضة الأخيرة. التفاؤل بأن تخفيضات الانتاج التي أعلنتها منظمة أوبك ستكون كافية لتحقيق الاستقرار في السوق قد تلاشى، نظرا لعدم قدرة المنظمة على تقديم تخفيض ذات مغزى، ونتيجةً لذلك عادت المخاوف من زيادة المعروض لتظهر من جديد. هذا، في باتت فيه الرغبة في المخاطرة العالمية هشة بشكل خاص، مما قد يكون أضاف بعدًا آخرًا إلى مشكلات السائل الثمين.

وبما أن أوبك أنهت اجتماعها للتو، يصعب تصور سيناريو تتعافى بموجبه أسعار النفط على المدى القريب، باستثناء حدوث انقطاع غير متوقع في الإمدادات أو انتعاش كبير في الرغبة في المخاطرة. يتحول الاهتمام الآن إلى بيانات ادارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوعية التي ستصدر اليوم عند الساعة 15:30 بتوقيت جرينتش. تشير التوقعات إلى أن هذه الأرقام قد تتحسن في الأسابيع المقبلة، حيث ستخفض المملكة العربية السعودية صادراتها إلى الولايات المتحدة لمنع ازدياد ارتفاع المخزونات. على الرغم من أن هذا ليس مهما من المنظور العالمي، فقد يكون كافياً لدعم العواطف على المدى القصير ومساعدة الأسعار على الاستقرار بشكل تدريجي.

 

سيتمّ اليوم نشر بيانات التضخم البريطانية والكندية

ستكون بيانات التضخم لشهر نوفمبر من المملكة المتحدة وكندا أبرز اصدارات اليوم. فستجذب الأرقام البريطانية الاهتمام قبيل اجتماع بنك إنجلترا غدًا، على الرغم من أن السياسة قد تكون أكثر أهمية من الاقتصاديات بالنسبة للجنيه في الوقت الراهن.

أما بالنسبة للأرقام الكندية، فحتى لو حققت مفاجأة ايجابية، فإن أي ارتفاعات للدولار الكندي قد تبقى قصيرة الأجل نسبياً في بيئة تستمر فيها أسعار النفط الخام بالانخفاض.

وأخيرًا، سيتم الإعلان أيضًا عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي لنيوزيلندا في الربع الثالث في وقت متأخر من الجلسة الأمريكية.