ملخص سوق العملات

ملخص سوق العملات

نشرت يوم ‏2018/12/13 في تمام الساعة 09:31 بتوقيت غرينتش

 الجنيه الإسترليني يتقدّم بعد نجاح ماي في امتحان تحصيل الثقة. اجتماع المركزي الأوروبي في بؤرة التركيز

 

  • تقدم الجنيه الاسترليني مع نجاح رئيسة الوزراء في تحصيل الثقة لمتابعة مسيرة القيادة
  • سيجتمع البنك المركزي الأوروبي اليوم. وستكون نبرة دراجي حاسمة لليورو
  • سيجتمع البنك المركزي السويسري أيضًا، ومن المرجح أن يحافظ على موقفه الحذر
  • التقارير على أن الصين قد تفح اقتصادها عززت معنويات المخاطرة

 

ارتفع الجنيه الإسترليني مع نجاح ماي في امتحان الثقة، ولكن الانتعاش قد يكون قصير الأجل

ارتفع الجنيه الإسترليني يوم الأربعاء، حيث توضّح تدريجياً خلال الجلسة أن رئيسة الوزراء ستبقى في منصبها وتتجاوز حركة عدم الثقة بعدما أعلن عدد كبير من مشرعي حزب المحافظين دعمهم لها علنًا. وبعدما “اشترى المستثمرون الشائعات”، أُعلن فوز ماي في استفتاء طرح الثقة بدعم من مقترعي حزب المحافظين (فازت بمحصلة 200 – 117). ارتدّ الجنيه بشكل مثير بعد الأخبار، ويرجع ذلك أولاً إلى قيام التجار بجني الأرباح و “بيع الحقيقة”، وثانياً لأن هامش انتصارها لم يكن مثيراً للإعجاب.

في الواقع، يجب على المرء أن يتساءل عما إذا كان ارتفاع الجنيه مبرر، فبغض النظر عن أخبار فوز ماي، تبقى عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في نفس المرحلة غير الواضحة بالضبط كما كانت قبل يومين. فإذا أخذنا بعين الاعتبار أن أكثر من ثلث حزبها ضدها، ندرك ان رئيسة الوزراء قد تجد صعوبة في قيادة أغلبية في البرلمان لدفع الاتفاق، حتى لو منح الاتحاد الأوروبي ضمانات الدعم. خلاصة القول هي أن أي ارتفاعات في الجنيه الاسترليني قد تبقى قصيرة الأجل نسبياً حيث من المتوقع أن تظل حالة عدم اليقين مرتفعة. اليوم، ستتجه كل الأنظار الى قمة الاتحاد الأوروبي، فالمتداولون يتوقون لمعرفة نوع التطمينات التي ترغب أوروبا في منحها.

 

ارتفع اليورو بدعم من طرح إيطاليا ميزانية من شأنها تقليص العجز. اجتماع البنك المركزي الأوروبي في التركيز

تقدمت العملة الموحدة بالأمس، جنباً إلى جنب مع الجنيه الاسترليني، وبعد الأخبار عن أن إيطاليا قدمت للاتحاد الأوروبي ميزانية منقحة تقلل العجز المثير للجدل إلى 2.0٪، في محاولة لاسترضاء بروكسل وتهدئة التصعيد.

واليوم، سيكون الحدث الرئيسي هو اجتماع البنك المركزي الأوروبي، حيث من المقرر أن ينهي البنك رسمياً برنامج التيسير الكمي. على الرغم من أن مؤشرات النمو في منطقة اليورو كانت مخيبة مؤخرًا، إلا أن صانعي السياسة قد أوضحوا أنهم لا ينوون توسيع نطاق التيسير الكمي. وبدلاً من ذلك، ستدقق الأسواق في التوقعات الاقتصادية للبنك، وتقييم المخاطر، وتتابع المؤتمر الصحفي للرئيس دراجي، بغية الحصول على أية إشارات تدل على ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي قد أصبح أكثر حذراً. وبعبارة أخرى، هل يعتبر البنك أن فقدان زخم النمو ناتج عن عوامل مؤقتة قد تتبدد قريباً (نظرة إيجابية لليورو)، أم أن صانعو السياسة سيبدون قلقين من أن هذا التراجع في الزخم سيتحول الى تباطؤ مطول (نظرة سلبية لليورو)؟

من المرجح أن يكون خطاب دراجي ميًالاً نحو نغمة تفاؤلية قليلاً قد تسمح للبنك المركزي الأوروبي بإنهاء التسهيل الكمي على ملاحظة متفائلة. وقد يكرر التأكيد على أن البنك لا يزال ملتزمًا بخطط التطبيع، وربما يقلل من احباطه حول توقعات التضخم من خلال الإشارة إلى قوة في نمو الأجور، مما يؤدي في جوهره إلى تأجيل أي تحول محتمل في اجتماع لاحق.

 

سيجتمع البنك المركزي السويسري أيضًا، ولكن لا توجد “اشارات تشدد” حتى الآن

سيكون الحدث الرئيسي الآخر اليوم هو اجتماع البنك المركزي السويسري، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يحافظ البنك على معدلات الفائدة عند مستوياتها الحالية. وبالنظر إلى أن الاقتصاد السويسري قد انكمش في الربع الثالث، فإن معدل التضخم الأساسي السنوي لا يتجاوز 0.2٪، وقد تعزز الفرنك في الآونة الأخيرة بظل عدم اليقين العالمي، ومن غير المحتمل أن يقدم صانعو السياسة أي إشارات متشددة حول أنهم قد يرفعوا الفائدة في عام 2019. وبدلاً من ذلك، قد يؤكدون مجددًا على أن قيمة الفرنك “باتت عالية”، وأن البنك سيواصل التدخل في سوق العملات الأجنبية، وأنه مضطرّ للابقاء على المعدلات السلبية. هذه النبرة الحذرة قد تضعف الفرنك بمرور الوقت، بظل غياب تصاعد للمخاطر العالمية التي تؤدي إلى “ارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة”.

 

تقدّمت الأسهم، وتراجع الدولار في الوقت الذي نشّطت فيه التقارير التجارية التفاؤل

ارفعت معنويات المخاطرة يوم أمس بدعم من تقرير صادر عن وول ستريت جورنال مفاده أن الصين تدرس تأجيل خطة “صنع في الصين 2025” وزيادة إمكانية ولوج الشركات الأجنبية الى البلاد. أغلقت الأسواق الأمريكية تداولات الأمس مرتفعة إلى حد ما، في حين تراجعت العملات الدفاعية مثل الين والدولار. على الرغم من أن هذا أمر مشجع، حيث أنه يظهر العزم على نزع فتيل التوتر، إلا أن رد فعل السوق كان فاتراً. ربما يظل المستثمرون متشككين في ما إذا كانت مثل هذه التغييرات ستكون مادية، أو مجرد جمالية، تهدف إلى التوصل إلى صفقة قصيرة الأجل لشراء الوقت و “تجميل الآفاق” لرئاسة ترامب، بدلاً من إصلاح الاقتصاد الصيني بشكل جذري.

 

أيضاً اليوم

في النرويج، سيعلن البنك المركزي النرويجي أيضاً عن قراره بشأن السياسة النقدية.