ملخص سوق العملات

ملخص سوق العملات

نشرت يوم ‏2018/08/13 في تمام الساعة 08:55 بتوقيت غرينتش

 ارتفع الين مع تصاعد الاضطرابات في تركيا

آخر التطورات في الأسواق العالمية:

  • العملات: بقي مؤشر الدولار الأمريكي مستقر تقريبًا يوم الإثنين، بعد أن لامس أعلى مستوى له في أكثر من عام يوم الجمعة. الين الذي يعتبر ملاذًا هو الأقوى بين نظرائه اليوم، فقد استفاد من المخاوف بشأن الوضع في تركيا وتداعياته المحتملة. واليورو والجنيه الاسترليني، في الوقت نفسه، كلاهما تراجعا. أما بالنسبة للليرة التركية، فقد سجلت مستوى منخفض قياسي جديد عند 7.21 مقابل الدولار صباح اليوم.
  • الأسهم: أغلقت الأسواق الأمريكية في المنطقة الحمراء يوم الجمعة، حيث دفعت المخاوف من أن الأزمة في تركيا قد تمتد إلى اقتصادات أخرى، المستثمرين إلى تقليل تعرضهم للأسهم. وقد واجه كل من مؤشر داو جونز (-0.77٪) ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 (-0.71٪) ومؤشر ناسداك المركب (-0.67٪) جميعًا ضغوطًا حيث توجه المشاركون في السوق إلى الأصول الأكثر أمانًا. من المتوقع أن تفتتح مؤشر داو جونز وستاندارد أند بورز وناسداك 100 تداولات اليوم على انخفاض ملحوظ أيضًا. تراجعت أسواق آسيا يوم الإثنين، حيث عانى مؤشر نيكاي الياباني 225 (-1.98٪) وتوبيكس (-2.13٪) في ظل ارتفاع قوة الين الياباني. في هونغ كونغ، انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 1.48 ٪ بينما في كوريا الجنوبية، انخفض مؤشر كوسبي 200 بنسبة 1.29 ٪. تراجعت أسواق أوروبا أيضاً، ومن المتوقع أن تفتتح جميع المؤشرات الرئيسية تداولات اليوم على تراجع ملحوظ اليوم، وفقًا للعقود الآجلة.
  • السلع: بقيت أسعار النفط مستقرة يوم الاثنين تقريباً، فقد ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (+0.33٪) ولكن برنت كان منخفضًا إلى حد ما (-0.12٪). سجل كلا المؤشران مكاسب يوم الجمعة على الرغم من قوة الدولار الأمريكي، وسط تراجع المخاوف من أن الصين لن تستهدف النفط الخام في النهاية في مخطط رسومها التعريفة الجمركية ضد الولايات المتحدة. في المعادن الثمينة، كان الذهب منخفض بنسبة 0.23 ٪ اليوم عند 1206$ للأونصة. هذا هو مفصل تقني حرج للمعدن الأصفر. إن الكسر دون أدنى سعر له في 17 شهرًا عند 1204$ – وأيضاً تحت مستوى 1200$ النفسي – يمكن أن يدل على أن الاتجاه السلبي عاد بقوة. وعلى العكس، فإن عدم اختراق منطقة 1200$ قد يكون علامة على أن العواطف السلبية تفقد قوتها.

الأصول الأكثر نشاطاً: الين والدولار ارتفاعا وسط مخاوف تصاعد الأزمة في تركيا. اليورو والباوند انخفضا بشكا حاد

بقيت الأزمة في تركيا واحتمال انتشارها في أماكن أخرى هو الموضوع المهيمن في سوق العملات الأجنبية، حيث تقدم الين الياباني امام جميع نظرائه الرئيسيين يوم الجمعة نتيجة اندفاع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن. كما استفاد الدولار أيضًا، وإن كان بدرجة أقل من الين، حيث يبدو أن العملة الأمريكية تجذب أيضًا تدفقات الملاذ الآمن على الأساس المنطقي بأن الاقتصاد الأمريكي قد يكون مستعدًا بشكل أفضل من معظم نظرائه للتغلب على أية عاصفة في الأسواق.

وفي الوقت الذي تقدم فيه الين والدولار، تراجع اليورو والاسترليني. وقد تأثرت العملة الموحدة بمخاوف انتقال العدوى، حيث لامس اليورو أدنى مستوى له في 13 شهرا امام الدولار عند 1.1365 صباح اليوم وسط مخاوف من أن البنوك الأوروبية الكبيرة قد تكون معرضة بشكل مفرط لتركيا. من منظور السوق، يُنظر إلى هذا على أنه خطر آخر قد يؤخر جهود البنك المركزي الأوروبي للتطبيع. وبالفعل، فقد توقع المستثمرون استبعاد البنك المركزي الأوروبي للتوقيت المرتقب لزيادة معدل الفائدة (10 نقاط أساس) الأول إلى ديسمبر 2019، وفقاً لمقايضة EONIA.

في غضون ذلك، استمرت الليرة التركية في الانخفاض وبلوغ مستويات منخفضة قياسية يوم الجمعة، كما افتتحت تداولات هذا الأسبوع بفجوة سلبية، ممددةً خسائرها. سجل الدولار الأمريكي مستوى قياسي جديد أمام الليرة عند 7.21 في وقت سابق اليوم قبل معاودة الارتداد إلى حد ما، مع تسارع وتيرة انخفاض سعر صرف العملة بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي. تأجّجت الخسائر الأخيرة بتغريدات من الرئيس الأمريكي ترامب يوم الجمعة مفادها أن الولايات المتحدة سوف تضاعف التعريفة التي ستفرضها على الصلب الوارد من تركيا إلى 50٪. على صعيد آخر، أبدت السلطات التركية استعداداً ضعيف للسيطرة على انهيار الليرة، حيث ابتعد البنك المركزي عن رفع معدلات الفائدة لإبطاء تدفق رؤوس الأموال إلى الخارج. في هذه المرحلة، يبدو من المشكوك فيه ما إذا كانت الزيادة الكبيرة في معدل الفائدة كافية لإيقاف تراجع الليرة، أو ما إذا كانت ستؤدي إلى إبطائها مؤقتًا فقط.

كما تراجع الجنيه الإسترليني ، وسجّل أدنى مستوى له في عام واحد امام الدولار والين، مع بقاء المستثمرين مترددين حول حمل العملة البريطانية وسط توقعات سياسية غامضة والموقف الحذر لبنك انجلترا. سيشهد الجنيه الاسترليني أسبوع حافل، حيث سيصدر العديد من البيانات البريطانية الرئيسية وستُستأنف محادثات البريكزيت. في حين أن العملة يمكن أن ترى ارتداد ارتيادي مدفوع بالبيانات إذا كانت الأرقام ايجابية، فإن أي ارتداد من هذا القبيل قد يظل محدود نسبيًا في ظل الغموض المحيط بمصير اتفاقية البريكزيت.

في الأسواق اليوم: المواجهة السياسية بين الولايات المتحدة وتركيا تحت الأضواء, وتقرير أوبك الشهري معلق

تفتقر الأجندة الاقتصادية إلى البيانات الاقتصادية الأساسية اليوم مما يترك القضايا السياسية لتكون الدافع الأهم لتحركات سوق العملات والأسواق المالية مع استمرار المواجهة بين الولايات المتحدة وتركيا بالإضافة إلى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

في تركيا سينتظر المستثمرون وبفارغ الصبر أن تعلن وزارة المالية عن خطط عملها التي تهدف إلى حماية الاقتصاد من انخفاض الليرة كما وعد وزير الخزانة ووزير المالية التركي يوم الأحد. اتى هذا في نفس اليوم الذي دعا فيه الرئيس التركي، طيب أردوغان، الخلاف مع الولايات المتحدة أنه حرب اقتصادية ورفض أي اتفاق مع صندوق النقد الدولي. وقد تعرض اليورو لضغوط حيث رفع الموقف الدفاعي لإردوغان من المخاوف حول أن انهيار الليرة قد يترك البنوك الأوروبية عرضة للقروض المتعثرة من المقترضين الأتراك. من ناحية اخرى والى جانب الليرة التركية تأثرت سلباً عملات ناشئة اخرى مثل الراند الجنوب أفريقي والروبي الهندي. إذا أعطت تركيا ارتياحًا للأسواق اليوم، فقد تنتعش العملات المذكورة، مما قد يدفع الأصول الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري إلى الانخفاض.

أي تصعيد على جبهة الحرب التجارية قد يؤدي أيضا الى تقلبات في الأسواق اليوم بعد أن أثار تبادل التهديدات الإضافية بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضي تكهنات بأن الحرب التجارية ليست على وشك الانتهاء. ومع ذلك، ثقة المستثمرين مستمرة وبشكل كبير في الاقتصاد الأمريكي بعد أن ارتفعت الأرقام القياسية لمؤشر أسعار المستهلكين للشهر الثالث على التوالي لتصل إلى 2.4٪ على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى مسجل منذ أكتوبر 2008. قد يظل الدولار مرنًا في حالة التوترات والتصعيد وقد تكون خسائر الدولار محدودة أو أنه قد يرتفع إلى الأعلى كما شهدناه في الجلسات السابقة.

وبالانتقال إلى أسواق النفط، حيث تضعف الأسعار على خلفية ارتفاع الدولار، من المقرر أن تصدر “أوبك” تقريرها الشهري اليوم في وقت مبدئي، حيث تقدم تحليلاً مفصلاً للعوامل المؤثرة في الطلب والعرض. وسيقوم التقرير أيضا بتحديث توقعات أوبك لتطورات النفط الخام في العام المقبل. أي إشارات هبوطية فيما يتعلق بقصة العقوبات الأمريكية الإيرانية وارتفاع حالات عدم اليقين التجاري قد يضيف مزيدًا من الضغط إلى أسعار النفط الخام والعكس صحيح.