ستة أشياء يجب أن تبحث عنها في دورات التداول
هل قرأت اعلانات عن دورات تداول تعدك بان تجعلك في جلسة واحدة قصيرة تتداول كمحترف وتضاعف رأس مالك ببساطة وسهولة؟ من الممكن أن تكون قد بحثت عن دورات لتتعلم تداول تمكّنك من النهوض بمعرفتك واثرائها، ولكنك واجهت الكثير من الإعلانات التي تقدم كافة أنواع الوعود غير الواقعية. لكن هل تسائلت ولو لمرّة عند قرائة هكذا نوع من إعلانات لماذا يكون تعلّم التداول أسهل أو أسرع من تعلم أي شيء آخر؟ فلو كان هذا صحيح لكان الجميع قادراً على اكتساب ملايين الدولارات بسهولة. الدورات التي تطلق مثل هكذا وعود تلعب دور أساسي في تحفيز الطمع والحب للربح السريع، ولذلك عليك التنبّه من تصديقها. عمّا عليك البحث عند اختيار دورة التداول؟ فيما يلي ستة أشياء عليك معرفتها قبل اختيارك للدورة التي تبحث عنها
أولاً – توقعاتك
كل شيء يعود اليك! لما تتسجّل لدورة التداول؟ هل تريد أن تتعلم أساسيات التداول في الأسواق المالية أو تسعى لتتعلّم المزيد لاثراء معرفتك؟ ما هي الأسواق التي تريد التعرّف عليها – العملات (الفوركس) أوالسلع أوالأسهم أوالسندات؟ هل خططت لتخصيص مساحة من وقتك للتداول أم تعتبره هواية لتمضية أوقات الفراغ؟ وأخيراً، هل أنت واقعي في توقعاتك؟ فكم من الوقت ستحتاج للتعلّم وممارسة التداول وما هو مبلغ المال الذي تنوي استثماره لجني العوائد؟ بمجرد الإجابة على هذه الأسئلة ستغدو قادراً على تقييم مختلف الدورات المعروضة أمامك – ما هو مستوى الدورة، وما هو المبلغ الذي ترغب في دفعه ثمنا للدورة وكم من الوقت ستستغرقك؟
ثانياً – العثور على دورات تداول مجربة وموثوقة
هناك المئات من الدورات والندوات عبر الإنترنت والمحاضرات والكتب. ما الذي يميز كل منها هن نظيراتها؟ من الامور التي يجب معرفتها لتحديد ما اذا كانت الشركة التي تقدم الدورات التدريبية جيدة أم لا هي: الموثوقية والاستمرارية. ومن هنا نطرح بعض الأسئلة المهمة: هل لديها وجود حقيقي وموقع فعلي أم أنها فقط على الانترنت؟ كم عمر الشركة؟ من هم مدرّبيها وما هي خلفياتهم؟ هل هم معتمدون من قبل الجمعيات المالية المعترف بها مثل الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين (IFTA) والجمعية البريطانية للمحللين الفنيي (STA)؟ ماهو حجم خبرتهم؟ ليس من الضروري أن يكون كل متداول متمرّس مدرساً جيداً، تماما مثل لاعب كرة القدم الجيد ليس من الضروري أن يكون مدرباً جيد. هل لديهم أي منتسبين حقيقين على موقعهم؟ عليك التأكد من أسمائهم والشركات التي يعملون لديها
ثالثاً – تقنيات التعليم
لا تنطبق تقنية تعليم موحدة على جميع طلّاب العلم فهم لا ينحدرون لنفس المستوى التعليمي. فبعض التقنيات ترتكز على التعليم النظري وبعضها على التعليم العملي. ومن هان، عليك أن تبحث عن دورة تعليميّة تقدّم مزيج جيد من التعليم النظري والعملي في آن. فالتعليم النظري يمكن أن يوفّر شرح مفصّل عن الأسواق وسلوكياتها، في حين أن التعليم العملي يدرّب على ممارسة التداول الفعلي ويعطي إنطباع وتصور وافي لما قد يحدث أثناء التداول الحقيقي. من المهم لك أن تعرف أيضاً مدى الدعم الذي سيقدمه لك المدربون حتى بعد الدورة. هل سيكونون متواجدين لمساعدتك؟ هل تستطيع التواصل معهم بعد انتهاء الدورة؟ تذكر أنك أحيانا قد تأخذ بعض الوقت لتستوعب بعض المعلومات التي تحصل عليها وأنك قد تضطّر أحياناً لطرح بعض الأسئلة بعد انتهاء الدورة
رابعاً – وقت ومدة الدورة
لن تتمكّن من تعلّم التداول من خلال التسجيل لدورة مختصرة، فستعرفك مثل هذه الدورات فقط على مفاهيم التداول ليس إلّا. ابحث عن دورات تمتد لبضعة أيام، شرط أن تكون أيام التعليم تلك متتالية لا يفصل بينها فترات تقارب الأسبوع مثلاً، فالتعليم المكثف والمتواصل يساعدك على الاحتفاظ بالمعلومات أكثر. وبعد الطّلاع على جدول الدورة سترى إذا ما كنت ستكون قادر على حضور الصفوف. فهل تملك ما يكفي من الوقت للحاق بالصفوف أو هل أنت قادر على السفر لحضورها؟ هل يقدم لك معهد التدريب حلول بديلة – التدريب عبر الانترنت، الهاتف أو سكايب؟
خامساً – الأدوات التي تحتاجها للنجاح
لا تتحرك الأسواق دائما بطريقة يمكن التنبؤ بها. وفي الواقع، نادراً ما يحدث ذلك ولهذا السبب يجب أن تتدرّب على التداول حتى تتمكن من التعامل مع مختلف السيناريوهات. الدورة الجيدة ستعلمك كيفية تداول الأسواق التي تتحرك صعوداً و هبوطاً وتعلمك على انتهاز الفرص متى وُجدت. أما الدورة الممتازة فتقدم لك الأدوات التي يستخدمها المحترفين للتداول خلال مختلف السيناريوهات. في الوقت الذي لا تزال تحتاج فيه لفهم الأسس التي تحرك الأسواق، سواء من الناحية الفنية أو الاساسية، هناك بعض الأدوات الرائعة التي تساعدك على تحقيق المكاسب وتختصر العمل الشاق الذي قد تستغرقه بالتحليل. هل تقدم الدورة التدريبية التي قمت باختيارها كهذه الأدوات وتقوم بتدريبك عليها؟
سادساً – إدارة الأموال
لا يمكن لأي متداول أن يحقق المكاسب في كل الأوقات. يهدف المحترفون للحدّ من خسائرهم وجني مكاسب مقبولة. أي دورة قيمة او جيدة ستعلمك كيفية وضع خطة تداول واتباعها. الخطة يجب أن تشتمل على استراتيجية لتقليص المخاطر وزيادة الأرباح. أن تخسر هو شئ مقبول ولكن الحكمة هي أن تقلل الخسائر حتى يتسنى لك القيام ببضع تداولات أخرى في يوم آخر. ليكن هدفك النجاح ولكن ضع خطط لبعض الإخفاقات. لاتثق بالدورات التي تغرقك بالوعود بل تلك التي تجعلك تدرك المخاطر الكامنة في التداول
.خذ وقتك لتجد الدورة التي تناسبك وتتناسب وطريقتك في التعلّم ووقتك وتوقعاتك. االتداول ليس سهلاً ولكن يمكنك تعلّمه