دروس التداول من العنكبوت
نشرت يوم 2017/05/10 في تمام الساعة 13:16 بتوقيت غرينتشالعنكبوت هو احدى العجائب الحقيقية للعالم الطبيعي, نظراً لتقنياته المُستخدمة في الصيد. عندما تفكّر بأمهر الصيّادين, فانك غالباً ما تتخيّل الأسود في سيرنجيتي أو حزمة من الذئاب في جبال روكي الكندية. في الواقع, فان أنجح الصيادين هو العنكبوت الذي يعيش في فنائك الخلفي. وبالتالي بصفتك متداول يبحث عن الموجة الكبيرة القادمة فبامكانك تعلّم الكثير من العنكبوت.
في هذه المقالة, سننظر في عدد من الميزات التي يستخدمها العنكبوت, والتي تجعل منه صياداً ناجحاً
أولاً – الشبكة – تخيّل أنها خطة التدوال الخاصة بك
ثانياً – الحرير الذي تتكون منه هذاله شبكة – والذي يمثّل المنهج والأدوات التي تستخدمها
ثالثاً – السلوك الذهني – فالجانب الذهني هو الأهم أثناء التداول
الشبكة هي أهم أداة للعنكبوت أثناء الصيد. هناك أنواع مختلفة من الشبكات التي تتكيف مع الظروف البيئية المختلفة ولكن لهذا المثال دعونا ننظر إلى شبكة الجرم السماوي النموذجية المؤلقة من دوائر متحدة المركز من الحرير اللزج المدعّم بخطوط مرساة غير لزجة. في كثير من الأحيان تجد العنكبوت يجلس في المركز, منتظراً بصبر دخول فريسة الى شبكته. بالمقابل, عندما تبحث عن الصفقتك القادمة, تمثّل بالعنكبوت وقم ببناء الشبكة الخاصة بك أو خطة التداول.
الحرير هو العنصر الرئيسي الذي تتألف منه شبكة العنكبوت, والمكوّن الرئيسي لخطتك سيكون المناهج التي تستخدمها لتحليل الأسواق. لدى الحرير الذي يشكّل شبكة العنكبوت قوة تحمّل عالية وهو مرن للغاية, وبالتالي يستحيل على حشرة صغيرة الهروب منه. بعض العناكب أفضل من غبرها في بناء الشباك وذلك عائد للحرير (المنهج) الذي يستخدمونه. فعلاما يجب أن يكون المنهج الخاصة بك قادراً؟ المنهج الفعّال سيساعدك على تحليل مختلف ظروف السوق. وسوف يحدد أي من الأسواق يسلك مساراً واضحاً, وأي اتجاه. فهل هو صعودي أو هبوطي, أو لا يظهر أي اتجاه واضح؟ ما هي الأنماط التي تتشكّل وبأية أسواق. يوظف المنهج الصحيح أفضل أدوات التداول لمساعدتك على إجراء هذا التحليل. إذا كان السوق الأول الذي تفحصه لا يتوافق مع خطتك (مثلاً اليور مقابل الدولار الأميركي) فتابع البحث للعثور على السوق الذي يناسبك (قد يكون أحد الأسهم). كما يجب أن يساعد المنهج الذي اخترته في تحديد مستويات وقف الخسارة وجني الأرباح الصحيحة, واستراتيجيات الدخول والخروج.
هل تساءلت يوماً لماذا لا يتم القبض على العنكبوت في شبكته الخاصة؟ يتم دعم الحرير اللّزج الذي يشكل دوائر متحدة المركز بخطوط مرساة غير لاصقة تمتدّ على طول الشبكة – يستخدمها العنكبوت للتوجّه نحو فريسته. بسيطة حقاً. وهنا الدرس الذي يجب أن تتعلّمه – ابقاء المنهج بسيطاً. لا تزيد من تعقيد الأمر واختيار أدوات متعددة غير مألوفة لتحليل مختلف الأسواق. فقد تجد نفسك في نهاية المطاف عالقاً في شبكتك الخاصة (أو منهجك) وخاصةً عندا تتناقض البيانات. هناك بعض الأدوات القوية القادرة على تفحّص العديد من الأسواق بكفاءة في وقت واحد, وتحديد ظروف السوق المختلفة والتكيّف مع نهج التداول الخاصة بك.
قوة الشبكة لا تكمن فقط من الحرير ولكن أيضاً من تصميمه. العنكبوت منهجي في بناء الشباك وبالأخصّ فهو لا يقطع الزوايا. يقوم بتصميم الشبكة بطريقة تحافظ عليها سالمة في حال تلف جزء واحد منها. يجب على نهج التداول أن يحظى بميزات مماثلة. فقم ببنائه بطريقة منهجية وعقلانية مستخدماً إدارة صحيحة للأموال, حتى إذا تلقيت خسارةً في صفقة واحدة يبقى رأس المال التجاري الخاص بك سليماً حتى تتمكن من معاودة التداول في يوم آخر. فالتكيّف هو مفتاح النجاة – وهذا ينطبق على العناكب التي تعيش على الأرض منذ أكثر من 400 مليون سنة ولك كمتداول أيضاً. لذلك قم باختيار واحد أو اثنين من الأدوات المتاحة واستخدامها بأفضل طريقة ممكنة.
وهذا يقودنا إلى الجزء الثالث من نجاح العنكبوت – سلوكهم الذهني. فالعناكب صبورة بشكل كبير, تنتظر اقتراب الفريسة الصحيحة. وبهذا السلوك يجب أن تتمتّع أثناء التداول. كن صبوراً! لقد قمت ببناء خطة التداول الخاصة بك, وتستخدم المنهج الخاصة بك لفحص الأسواق, وتحديد نقاط دخولك, ومستوى وقف الخسارة الخاصة بك ومستويات جني الأرباح, والآن تحلّى بالصبر. ابتعد عن شاشة الكمبيوتر الخاص بك ولا تراقب الأسواق باستمرار. ثق وتمسّك بخطتك. لا تدع الخوف أو الجشع يسيطران عليك ولا تحاول الانتقام من الأسواق بإضافة أكثر مما كنت تخطط لخسارته في صفقة واحدة.
دعونا نستعرض الدروس استوحيناها من العنكبوت.
أولاً – قم ببناء الشبكة الخاص بك (خطة التداول) من خلال التحليل الفني الممنهج ووضع استراتيجية جيدة لإدارة المال
ثانياً – اجعلها قوية ومرنة للتتكيّف مع مختلف ظروف السوق
ثالثاً – صممها بشكل بسيط – أعثر على أدوات التداول الصحيحة التي تسمح بتحليل أسواق مختلفة عن طريق التحليل الفني.
رابعاً – كن صبوراً وارتزم بخطتك.
مبدأ تقليد نماذج وأنظمة الطبيعة لحل المشاكل الإنسانية المعقدة, والمعروف باسم بيوميميكري يكتسب الكثير من الزخم بين الكيميائيين والمهندسين المعماريين وحتى منتجي المواد البتروكيماوية.