تراجع الدولار بعد اعلان الناتج المحلي الاجمالي, ارتفع اليورو نتيجة عزوف المخاطر السياسية, الاسترليني ومفاوضات البريكزيت.
نشرت يوم 2017/05/01 في تمام الساعة 16:27 بتوقيت غرينتشتراجع الدولار بعد اعلان الناتج المحلي الاجمالي
أنهى الدولار تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض متأثراً بأسباب عديدة, أهمها تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية, اضافةً الى تراجع معدلات النمو فقد شهدنا أكبر تباطئ في النمو منذ ثلاثة سنوات.
قرائة الناتج المحلي الاجمالي أتت دون توقعات المحللين عند 0.7%, مقارنةً مع توقعات بنسبة 1%, والقرائة السابقة حيث سجلت 2.1%. هذا التراجع ناتج عن تراجع الانفاق الاستهلاكي الذي يشكّل أهم مكونات الاقتصاد حيث سجّل نمواً بنسبة 0.3% وهو الأسوء منذ عام 2009.
وبالرغم من أن معدّل النمو عادةً ما يكون منخفضاً قرابة 1% في الربع الأول من كل عام منذ 2000, ويعود ليرتفع في الفترة المتبقية من العام ليقترب من 2.2%, الّا أن هذه القرائة قد تنذر بتراجع محتمل في الاقتصاد الأميركي, وبخاصة اذا ما بقيت النسبة متدنية في الربع القادم. يتأثر الانفاق في الولايات المتحدة سلباً نتيجة ارتفاع التضخم في ظل بقاء الأجور مستقرةً, ما يقلص القدرة الشرائية.
لا أتوقع أن يشير اجتماع اللجنة الفدرالية المنعقد هذا الأسبوع, الى أي تغيير في السياسة النقدية, كما لا أتوقع أي تغيير في اللهجة المعتمدة, وأعتقد أنه سيكون هناك بيانات أكثر أهمية علينا متابعتها لاستخلاص ما قد تقدم عليه اللجنة في اجتماع حزيران, وأهمها بيانات الوظائف المقررة يوم الجمعة, وعلى التركيز أن ينصبّ على معدلات الأجور, وليس فقط على عدد والظائف.
ارتفع اليورو نتيجة عزوف المخاطر السياسية.
أصبح اليورو العملة المفضلة لدى المستثمرين, بعد نتائج الدورة الأولى للانتخابات الفرنسية.
نجح اليورو باختراق حاجز 1.0900 حيث بلغ 1.0950, وهو أعلى مستوى له في خمسة أشهر, وذلك نتيجة تلاشي فرص فوز مارين لوبين وبالتالي عزوف المخاطر السياسية عن العملة الموحدة.
بامكاننا ملاحظة بلوغ الدولار مستويات التشبّع في الشراء, وتراجع القوة الشرائية التي قد تدفعه لتسجيل مستويات عليا جديدة. كما تشهد الأوضاع الاقتصادية الأوروبية تحسن ملحوظ على صعيد التضخم والبطالة وغيرها, تقلّصت الضغوط السياسية الشلبية على اليورو, فترجّح استطلاعات الرأي حالياً فوز ماكرون.
هل انتهت الانتخابت وحسمت النتيجة؟ طبعاً لا. لكن اذا لم يحدث أي عمل ارهابي, أو فضيحة جديدة من شأنها عكس التوقعات وقلب المعادلة الانتخابية, فستتجه منطقة اليورو نحو التحسّن على الصعيدين السياسي والقتصادي, من الآن وحتى شهر حزيران, موعد بدأ المفاوضات مع المملكة المتحدة. أما الضغوط السياسية قد تعد في مطلع العام القادم مع موعد الانتخابات الايطالية. لذلك قد نشهد تحسنات في المدى القريب.
الاسترليني ومفاوضات البريكزيت.
افتتح الاسترليني تداولات الأسبوع على انخفاض بعد تسجيله المكاسب لثلاثة أسابيع متتالية حيث بلغ أعلى مستوياته في بثمانية أشهر عند 1.2965.
لااتحاد الأوروبي لن يتساهل مع المملكة ولن يجعل من انفصالها سهلاً, فمن المرجّح أن يجعلها عبرةً لكل من يخطط للانفصال مستقبلاً.
شهدنا اجماع من 27 دولة, حول تولّي الاتحاد قيادة المفاوضات وبالتالي فهو من سيحدّد الشروط, فلن يسمح لبريطاني بأن تكون أفضل حالاً خارج الاتحاد.
فسيحدّد الاتحاد أسس الانفصال وثمنه, قبل الانتقال الى مناقشة العلاقات المستقبلية والاتفاقيات التجارية. وأوضح رئيس وزراء لوكسمبورغ أن بريطاني لن تتميّز عن غيرها من الدول الأخرى خارج الاتحاد, وبالتالي لن تحصل على أي تسهيلات أو خدمات.
أولويات الاتحاد هي ضمان حقوق الثلاثة ملايين مواطن أوروبي المقيمين داخل المملكة, التوصل الى اتفاق حول مستحقات المملكة الى الاتحاد والتي من المتوقّع أن تصل الى نحو 40 مليار يورو, والاتفاق على السياسة الحدودية.
وبعد الاتفاق على هذه النقاط سننتقل لمناقشة العلاقات الخارجبة.
من ناحية أخرى تطمح ماي للحصول على أغلبية في الانتخابات المبكرة, ودعم الأكثرية البريطانية كمحاولة لتسهيل عملية المفاوضات والتمكن من تأجيل مسألة المستحقات المالية الى حين التطرئ الى اتفاقية تجارية جديدة.
من المؤكد أن المفاوضات لن تكون سهلة, وقد تحمل تأثيرات سلبية على الطرفين.