الدولار يبقى قوي بعد تصريحات باول المتفائلة, والجنيه الاستريلني والذهب يبقيان تحت الضغط
نشرت يوم 2018/07/19 في تمام الساعة 14:37 بتوقيت غرينتشالدولار يبقى قوي بعد تصريحات باول المتفائلة
بعد شهادة جيروم باول البارحة ارتفع الدولار بدعم من تقييم متفائل للاقتصاد الأمريكي. وقوة الدولار أدت الى هبوط السلع وأغلب العملات الأخرى بالاضافة الى السندات, أما أسواق الأسهم فسجلت ارتفاعات جديدة خاصةً الأوروبية.
اذا ركزنا على خطاب باول نلاحظ أنه لم يعطي أي دلالات جديدة وبالرغم من نظرته التفاؤلية كان غامض الى حد كبير ولم يعطينا أي اشارات مستقبلية حول السياسة النقدية فهو ركز على استمرار الفدرالي بالرفع التدريجي لمعدلات الفائدة لكن خلال حديثه كان دائماً يعتمد عبارة “بالوقت الحالي”.
التقييم الأهم برأيي كان ردة فعل السوق الايجابية بظل عدم ظهور أو وضوح تداعيات الحرب التجارية. وطلما استمرّت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين فقط ولم يدخل فيها دول أخرى, أتوقع أنه ستبقى تداعياتها سلبية لكن محصورة فقد تلجأ الدولتان الى مصادر ودول بديلة للاستيراد وتصدير المنتجات.
التركيز حالياً سيكون على أرباح الشركات وبالأسابيع والأشهر القادمة على البيانات الاقتصادية وأهمها التضخم. فكما نعلم أن التضخم هو الأعلى منذ عام 2012 ومن المتوقع أن يستمر بالارتفاع, لكن نقطة مهمة هي أنه ان لم يكن مصحوباً بارتفاع في النمو, قد يتساهل الفدرالي وقد يسمح للمعدلات أن تتخطى مستهدف ال 2% وهذا قد يغير مسار الدولار.
الجنيه الإسترليني لا يزال تحت الضغط وسط الضوضاء السياسية في المملكة المتحدة.
بالواقع تواجه المملكة المتحدة مشاكل على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
بدأ الاسترليني بالهبوط مساء الثلاثاء وبعدما أعرب كارني عن الحذر حيال التداعيات السلبية المحتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون التوصل الى اتفاق حول هذا الانفصال واستمرار الخلاف السياسي الداخلي لا يساعد في هذا الملف.
اما البارحة فأتت القراءة السيئة لمؤشرات التضخم وفاقمت هذا الهبوط. طبعاً تباطؤ معدلات التضخم وعدم اليقين الساسي يضعفون احتمال رفع الفائدة بالفترة القادمة.
فنياً اختراق الدعم عند 1.3050 أعطى مجال للمزيد من الهبوط باتجاه مستوى 1.2950 ومن ثم 1.2870, لكن في الفترة القادمة التركيز يجب أن يكون على الملف السياسي كون الوضع الاقتصادي ليس سيئ كما يتصور البعض. معدل البطالة هو عند 4% والأدنى منذ عام 1975 والانتاجية تنمو بوتيرة هي الأسرع منذ 6 سنوات, طلبات المصانع هي الأسرع بأربع سنوات, ونمو الأجور تسارع الى المعدل الأهلى بسنتين, والناتج الاجمالي المحلي متوقع أن يكون فوق 1.5 للعام القادم.
لذلك التوصل الى اتفاق جيد حول الانفصال قد يلعب دور ايجابي لبريطانيا وبدفع الباوند الى الارتفاع من جديد.
الذهب يعاني وسط قوة الدولار
بعد استقراره عند مستوى 1235$ عاد الذهب الى التراجع بعد خطاب باول الذي أعاد رغبة المخاطرة عند المستثمرين ودفعهم للاستثمار في الأسهم والدولار من جديد.
لكن عموماً بدأ تراجع الذهب منذ بداية شهر 4 مع بداية الارتفع بمؤشر الدولار والارتفاع بالعوائد على السندات وهكذا كان سببه تسريع وتيرة رفع معدلات الفائدة من قبل الفدرالي, عند رفع معدلات الفائدة ترتفع العملة وترتفع العوائد على السندات الأمر الذي يجعل شراء الذهب أمر غير محبذ بالعملات الأخرى.
الأمر الآخر هو عدم وجود مخاوف في الأسواق حول معدلات تضخم مرتفعة لذلك قد يبقى الذهب تحت الضغط. لكن بالرغم من الضعف الحالي, لا أتوقع انهيار بالأسعار, يختبر الذهب منطقة دعم عند 1220$, وكسر هذه المنطقة قد يقود الى اعادة اختبار منطقة 1210$ لكن لن يتراجع دون هذه المستويات بسهولة. وتفاقم الحرب التجارية أو صدور أرباح سيئة للشركات في الربع الثاني قد يؤدي لارتفاعات جديدة بالذهب.